تحدث مع الطلاب خارج الصف.
اعرف طلابك.
تذكر أنك كنت طالباً يوماً ما.
ركّز على الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة والمهارات المتنوعة.
اطلب تغذية راجعة، وتقبّل النقد الذي يوجهه لك الطلاب بصدر رحب.
عندما ينتهي حبك للطلاب، انسحب من الموقف التعليمي، وعندما يذهب منك المرح تحول إلى إداري.
* خلاصة تجربة طويلة لأستاذ جامعي
احفظ أسماء طلابك
توجد ست طرق تجعل الناس يحبونك. أولها أن تحفظ أسماءهم، فاسم الشخص هو أكثر الأشياء جمالاً وأهمية عنده. والطرق الخمس الأخرى هي: الاهتمام الحقيقي بالآخرين، والابتسام، والاستماع الجيد وتشجيع الآخرين على التحدث عن أنفسهم، والتحدث في ضوء اهتمامات الآخرين، وإشعار الشخص الآخر أنه مهم. وقد استعملتُ في أوقات مختلفة، ثلاث استراتيجيات لحفظ أسماء الطلاب:
تمرين التكرار
كنت عندما أُدرسِّ الصف لأول مرة، اطلب إلى طالب أن يقول اسمه واسم عائلته، وإلى طالب آخر أن يعيد اسم الطالب الأول ويضيف إليه اسمه، ثم يعيد الطالب الثالث اسمي الطالبين السابقين، ويضيف إليهما اسمه، وهكذا. واختم التمرين بإعادة أسماء الطلاب جميعهم، وأضيف إليها اسمي. كنت أخبر الطلاب أننا هنا لنساعد بعضنا بعضاً عندما ننسى الأسماء. وأنّ نسيان طالب واحد للأسماء يتيح لنا الفرصة للتعلم والتذكر من جديد. ومع ذلك، فقد حدث النسيان بمعدل أقل بكثير ممّا توقعت. كما أنّ الثغرات التي كانت تحدث في التذكر – خاصة الأسماء التي تسبق اسم الطالب مباشرة، ولم يكن لها بالتالي أي تكرار – وفّرت لنا فرصاً لمراجعة مبادئ الذاكرة. كما أنّ ملاحظاتي للحركات الجسمية المتنوعة التي يوحي بعضها بالاسترخاء، وبعضها الآخر بالتوتر والتي كانت تظهر على الطلاب الذين أكملوا المهمة، وأولئك الذين ما زالوا ينتظرون أن يكملوها، وفرت فرصة لفهم الراحة الممتعة، واستشراف التوتر والإثارة عند هؤلاء الطلاب. وقد كنت ألاحظ أن هذا التمرين الذي كان يكسر الجليد في الصف، ويشرك كل طالب، استغرق نصف ساعة تقريباً فقط.
قوائم الطلاب المصوّرة
عندما زادت حاجتي إلى المساعدة مع تقدم السنين، توجهت إلى تصوير الطلاب. ولكي أوفر لنفسي نظرة بانورامية شاملة، فقد ألصقت ثلاث أو أربع صور للصف على ورقة، كان الطلاب قد كتبوا أسماءهم عليها بحسب المقاعد التي جلسوا عليها في ذلك اليوم. وعملت على دراسة هذه القوائم مدة نصف ساعة في البيت، بالإضافة إلى ممارسة استدعائها أحياناً- قبل الحصة مباشرة - فأصبحت نتيجة لذلك قادراً على تذكر أسماء الطلاب.
الزيارات الخاطفة
قد يكون لديّ مقدار من القلق يفوق ما لدى أعضاء هيئة التدريس الآخرين. وكثيرًا ما ولّد البدء بتدريس صف جديد في نفسي الإثارة، كما ولّد مشاعر الرهبة خاصة من الطلاب الجدد الذين لم أتمكن حتى اللحظة من الفوز بصداقتهم وحماسهم. ولكي أشكّل صداقات سريعة معهم، إضافة إلى حفظ أسمائهم، فقد خصصت يوماً في الأسبوع الأول، لمقابلتهم في مكتبي، وتبادل أحاديث التعرف إلى بعضنا بعضاً، مُخصّصًا خمس دقائق لكل منهم. إن اللقاء مع 10 طلاب في الساعة، مكّنني من التحدث مع 70 طالباً تقريبًا خلال سبع ساعات مكثفة، لكنها ممتعة. وقد دارت الأسئلة حول أمور بسيطة: من أين أنت؟ ما الذي جاء بك إلى هذه الجامعة؟ ما اهتماماتك؟ هل لديك أي أسئلة أستطيع أن أجيب عنها؟ وشكرتهم بعدها على المجيء، وقلت إنني أرحب بهم فيما لو جاءوا مرة ثانية. وعندما التقيت بالصف في المرة التالية، شعرت أنني مرتاح جدًّا وكأنني بين مجموعة من أصدقائي.
قلّل من الخلافات المتعلقة بالاختبار
أعتقد أننّا جميعًا نكره إعادة أوراق الاختبار للطلاب، ونكره تخصيص حصة لمناقشة الطلاب علنًا فيما يتعلق بتعليل إجابات أسئلة الاختيار من متعدد، أو الدفاع عن النقاط التي نخصصها للأسئلة المقالية. وللتقليل من هذه الخلافات، طلبت إلى الطلاب أن يحدثوني عن الأسئلة المرتبطة بالامتحان بعد انتهاء الحصة. وقد وفّر هذا الإجراء مناقشة الحالات الفردية المختلفة. كما أعطيت الطلاب خيارًا إضافيًا عندما يواجهون سؤالاً يبدو أنه غامض. وكان الخيار، كتابة فقرة قصيرة عن السؤال. فإن استطاعوا أن يظهروا فهمًا دقيقًا للسؤال، يحصلون على علامة كاملة، وإن لم يفعلوا، لن يحصلوا على علامة. وقد أزال هذا الإجراء التذمر والشكوى اللذين كان يبديهما الطلاب حول عدم دقة الأسئلة.
نظّم الصف
تشير الملاحظات أنّ الطلاب يشعرون بالألفة والحيوية عندما يجلسون متقاربين في الصف. لذا حاول إيجاد بيئة صفية مثالية، بأن تُجلس صفك في غرفة لا تتسع لأكثر منهم. ورتّب المقاعد على شكل قوس، بحيث يرى الطلاب وجوه بعضهم بعضًا، ويتّجهون نحوك في الوقت ذاته. احضر إلى غرفة الصف مبكرًا، واجمع المقاعد الزائدة في إحدى الزوايا الخلفية، ورتّب المقاعد الأخرى بعضها بجانب بعض، أو اعزل الصفوف الخلفية عن الصف.
احذر "لعنة المعرفة"
يصف مصطلح "لعنة المعرفة" عدم قدرتنا على رؤية العالم كما يبدو للآخرين الذين ليست لديهم معرفتنا. وتشير الدراسات أن المتحدثين يبالغون عادة في تقدير دقة فهم المستمعين للرسالة المقصودة بما يتحدثون عنه. ويفترضون أنّ ما هو واضح لهم، سيكون واضحًا كذلك للمستمعين. إنّ "لعنة المعرفة" هذه مصدر مؤكد من مصادر سوء الفهم ليس بين الأصدقاء والأحباء فحسب، بل وبين المعلمين وطلابهم كذلك، وبين المؤلفين والقرّاء. فكل ما يمكن أن يُساء فهمه سيُساء فهمه فعلاً. وعندما نعرف شيئًا، يصبح من الصعب علينا تقدير كيف يكون من لا يعرف. لكننا نستطيع، بالحد من افتراضاتنا، أن نمكّن طلابنا عبور الجسر الممتد بين الجهل والمعرفة.
قلّل من إلقاء المحاضرات
بعد أن ألفّت كتابي – الذي سرق أفضل محاضراتي- بدأت أميل إلى التخفيف من الكلام، وأقدّم للطلاب مقتطفات قصيرة من المفاهيم الرئيسة والصعبة ممزوجة بخبراتي الذاتية، مما جعل الطلاب أكثر انغماسًا في تعلمها. كانت نتائج تقويم الطلاب للمقرر مرضية، ولم يظهر أي تراجع في أداء الطلاب على الاختبارات التي غطّت فصول الكتاب المقرر كافة.
ولاشك في أن هذا معقول تمامًا. فإذا علمنا أن القارئ العادي يمكن أن يستوعب الكلمات بسرعة تبلغ ضعفي حديث المعلم- ويمكنه أن يتوقف ليعيد قراءة المادة الصعبة - فإنّ المحاضرة تكون طريقة غير فعالة في نقل الكلمات من رأس إلى آخر. وقد أدت إجراءات ضبط الجودة الشاملة إلى أن تكون الكتب أكثر شمولاً، وأشد تنظيمًا، وأدق مراجعة، وأفضل تحريرًا، وأكثر جاذبية وتشويقًا.
نشّط الطلاب
يقول المختصون عن مزايا العروض الصفية أنّ أفضل استعمال لوقت الصف لا يكون في تعليم الأشياء بل في عمل الأشياء مثل – سرد القصص، وإعطاء الأمثلة، وتقديم مفاهيم جديدة، وتقديم العروض – بطرق تثير دافعية الطلاب لقراءة كتاب، أو طرح أسئلة مهمة، والتعلم الذاتي. إنّ العروض الصفية، كأي ابتعاد عن النمط التلقيني المباشر، يمكن أن توفر بعض المعالم التي تجعل التعليم أكثر متعة لك ولطلابك، على حد سواء.
لقد صممت أو جمعت من الآخرين سلسلة من العروض (1) السريعة جدًا، و(2) الموثوقة، و(3) الدرامية و(4) الفاعلة في التدريس، و(5) التي تُعدّ مجرد متعة خالصة. وكانت نتيجة تطبيقها في الغرفة الصفية مثيرة جدًّا. كما شغلت طلابي بالبرامج التفاعلية الحاسوبية كنشاط خارج الصف، مما أعطى نتائج تعلّمية مثيرة أيضًا.
إذن، تعلّم أسماء طلابك واجعلهم أصدقاءك، وقلّل من الخلافات المتعلقة بالاختبارات، ونظّم مساحة غرفة الصف، واحذر لعنة المعرفة، وخفّف من إلقاء المحاضرات التلقينية، ونشّط الطلاب، لترى كيف حققت لطلابك ولنفسك جوًا تعليميًا أكثر جدوى ومتعة وراحة.